وجه آخر للكارثة

المصـابون يروون تفاصــيل الساعات العصـيبة للحريق
عبدالواحد‏:‏ فشـــلنا في الوصول إلي حنفيات الحريق
أحمد‏:‏ سـيارات الإطفاء وصـلت متأخـرة
إمام‏:‏ ألســـنة اللهب كانت شـرسـة‏..‏ وأكبر من جهود الإطفاء


داخل مستشفي المنيرة وجه آخر للكارثة وصفه عدد من الموظفين والعمال بمجلس الشعب الذين شاهدوا اللحظات الأولي لاندلاع النيران‏.‏

في البداية يقول محمد أحمد عبدالواحد عامل بالمجلس إنه في نحو الساعة الرابعة والنصف شاهد انبعاث دخان من أحد أروقة المجلس فهرول يستطلع الأمر ففوجئ بعدد من العمال والموظفين يخرجون من الأبواب وهم يستغيثون من النيران‏,‏ وقال إنهم حاولوا الوصول إلي حنفيات الحريق لفتحها فلم يستطيعوا‏,‏ وقال إن الضابط النوبتجي الذي كان مسئولا عن الوردية في هذا الوقت أسرع بالاتصال بالدفاع المدني والحريق‏.‏

وقال أحمد محمد مبارك عامل مطبعجي بالمجلس إن سيارات الاطفاء وصلت متأخرة‏,‏ مما ساعد علي تزايد ارتفاع ألسنة اللهب‏,‏ وقال إنه أصيب بحروق في جسده واختناق أثناء محاولته البحث عن طفيات الحريق مع زملائه‏,‏ وأضاف أن سيارات الإطفاء عندما حضرت أخذت وقتا طويل لتشغيل السلالم الهيدروليكية التي كانت متعطلة‏.‏

وعلي الجانب الآخر‏,‏ قال عيد إمام حسين رقيب بإدارة الدفاع المدني إنه وزملائه بذلوا جهودا مضنية في عمليات الاطفاء إلا أن ألسنة الهب كانت شرسة وتأكل في طريقها كل شيء‏,‏ وأضاف أنه أصيب بحالة اختناق وأغشي عليه‏.‏ حيث لم يفق إلا داخل المستشفي‏.‏

من جانبه‏,‏ قال ربيع فراج مجند بالدفاع المدني إنه شاهد النيران تغطي كل شيء‏,‏ وترتفع حتي عنان السماء‏,‏ لكنه أثناء صعوده علي السلم الهيدروليكي كان الدخان كثيفا جدا‏,‏ مما أصابه باختناق‏,‏ وحالة دوار لم يفق منها إلا في المستشفي‏.‏

وفي المستشفي التقينا ايضا برمضان حسن سعد الله شرطي مصاب بحروق متفرقة‏,‏ الذي قال إنه كان في قلب النيران‏,‏ ويمسك بأحد خراطيم المياه‏,‏ لكن النيران كانت شديدة كأنها قطعة من جهنهم‏.‏

وأضاف محمود أبوالعلا أحمد مجند انه كان علي سيارة إطفاء في الجانب الأيسر من المجلس‏,‏ وكانت النيران ترتفع بسرعة رهيبة‏,‏ وألسنة اللهب التفت حوله‏,‏ ولولا زملاؤه الذين انقذوه وانتشلوه من بين أنيابها لقضت عليه تماما‏.‏

وفي أحد عنابر المستشفي كان يرقد مجند شرطة آخر يدعي إبراهيم سعد سلامة الذي قال إنه لم يشهد نيرانا في حياته أشرس من هذه النيران‏,‏ وقال إن محاولات مستميته كانت تبذل للوصول إلي حنفيات الحريق بالمجلس الذي كانت معطلة‏,‏ مما صعب الموقف وأنه أثناء عمله فوجئ بدخان كثيف اصابه باختناق فسقط مغشيا عليه‏.‏

وإلي جوار إبراهيم كان يرقد كريم محمد السمري سائق بالمجلس الذي قال إنه كان متوجها إلي السيارة التي يعمل عليها قرب الرابعة والنصف‏,‏ وفوجئ بالنيران ترتفع وتخرج ألسنتها من النوافذ‏,‏ وأضاف قائلا‏:‏ إنه عندما حاول استطلاع الأمر أحاطت به النيران‏,‏ وكاد يفقد روحه لولا تدخل قوات الدفاع المدني الذين انتشلوه ونقلوه إلي المستشفي‏.‏

وقال علاء محمد المدني موظف بالمجلس إنه كان متأخرا عن الانصراف في هذا اليوم علي غير العادة‏,‏ لكنه القدر الذي شاء له أن يفاجأ بالنيران تحيط به‏,‏ ولولا تدخل عدد من العمال الذين انتشلوه من بين النيران لكانت النيران قد التهمته‏.‏

وقال سعيد سمير سعيد مجند مطافي‏,‏ إنه كان يساعد زملاءه في نقل العمال والموظفين المختنقين من النيران‏,‏ لكنه لم يستطع أن يقاوم ففوجئ بصعوبة في التنفس‏,‏ وأصيب بإغماءة لم يفق منها إلا في المستشفي‏.‏
‏